الأحد، 15 يناير 2012

الرد على الشبهات المثارة حول السنة النبوية المطهرة: الشبهة الموجهة للإمام أبي حنيفة أنه كان يقدم الرأي على النص أي السنة



 1 ـ وللرد على ذلك، أولا : نقول : نبذة  هامة عن الإمام أبى حنيفة  توضح تاريخ الخلاف والخصومات  مع حكام  دولتين متتاليتين:
هو أول الأئمة الأربعة الكبار ، أصحاب المذاهب الفقهية ورائد الفقه الإسلامى المذهبى ، ولد بالكوفة  عام [80 ه] وتوفى ببغداد عام [150ه]
ورفض الإمام أبو حنيفة منصب القضاء وكان ينتقد في مجلسه الحكام والأحكام التي تصدر بها شيء من الخطأ وذلك إعمالا بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لذا كانت له أعداء وخصومات كثيرة، منها أن الأمويين ضيقوا عليه الخناق، ففر من دمشق إلى مكة المكرمة، ثم عاد إلى بغداد  لما آل الأمر إلى بني العباس، ولكن تمسكه بالحق والإنتصار له، أنشأ بينه و بين أمراء الدولة العباسية خصومات جديدة، إلى درجة أن  منعوه من  الفتوى ودروس العلم  و أدخلوه   السجن فى آخر حياته .
إن خصوم  أبي حنيفة في الدولة الأموية والعباسية من السياسين والقضاة لم يجدوا أفضل من أن يفتروا عليه بإعراضه عن السنة وإحلال الرأى محلها .

 2 ـ ثانيا: دفاع الإمام أبي حنيفة عن نفسه:  
لقد دافع الخليفة عن نفسه ورد على إدعاءات خصومه القدماء  ، قائلا : " كذب والله وافترى علينا من يقول : إننا نقدم القياس  ـ يعنى الرأى ـ على النص ـ يعنى الحديث ـ وهل يحتاج بعد النص إلى قياس ".؟
إخوة الإيمان [ينظر الميزان للشعرانى : ص 51 ]
وقال الإمام أبو حنيفة  : نحن لا نقيس إلا عند الضرورة الشديدة ،وذلك أننا ننظر فى دليل المسألة من الكتاب والسنة أو أقضية الصحابة فإن لم نجد دليلا قسنا حينئذ مسكوتا عنه على منطوق به  [المصدر السابق]
إخوة الإيمان : هذا كلام إمام يقدر السنة حق قدرها ، ويجعلها تالية للقرآن الكريم فى الإستدلال . 

3ـ إن الإمام أبى حنيفة لم يختلف عن بقية الأئمة الكبار ، أصحاب المذاهب الفقهية المعروفة، فأصول مذهبه ، هى أصول مذاهبهم المتفق عليها بينهم ، وهى على الترتيب : الكتاب ـ السنة ـ القياس ـ الإجماع ـ . فعلام الإساءة إلى هذا الإمام العظيم  ؟

4 ـ لقد فات منكرو السنة أن أحاديث رسول الله ـ ص ـ لم تكن قد جمعت جمعا موسعا ، مدروسا ، فى حياة أبى حنيفة ، فكان رضى الله عنه  إن أعرض عن شىء من الأحاديث فلربما لم يصل إلية من الأساس، أو لأنه كان يريد التأكد من صحته، لا أنه يرفض السنة، رفضا مطلقا . 

5 ـ إن لأبى حنيفة مسندا فى الحديث النبوى ، جمع فيه أكثر من 500 حديث ، وهو مطبوع ومتداول  ؛ فكيف يكون بهذا الصنيع يتجنب السنة أو لا يأخذ منها ؟!


0 التعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بآرائكم وانتقاداتكم البناءة

إعلانات دعوية

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More