الأحد، 15 يناير 2012

الرد على الشبهات المثارة حول السنة النبوية الشريفة 1ــ شبهة الاكتفاء بالقرآن عن السنة

                                                             

1ــ شبهة الاكتفاء بالقرآن عن السنة:

ظهر فى الآونة الأخيرة مجموعات متناثرة  فى كل مكان تنادى ،  بالأخذ بالقرآن ،  وترك السنة ، وحجتهم فى ذلك ،أن القرآن  وحده  يكفى المسلمين فى كل شئونهم ، سواء الدينية ام الدنيوية ، ويأخذون الأية الكريمة [ما فرطنا فى الكتاب من شيء] الأنعام 38   والأية الأخرى [ أولم يكفهم أنا أنزلنا  عليك الكتاب  يتلى عليهم ] العنكبوت 51 ، دليلا لهم.


 تفنيد هذه الشبهة ونقضها:       

أولا: الاستدلال بالآية الأولى خطأ
لأن المراد من الكتاب هنا هو اللوح المحفوظ ،أي الكتاب الذى احصى الله فيه ما كان، وما هو كائن ،وما سيكون أبد الآبدين وقد ذهب كل العلماء في أن الكتاب هو اللوح  بذلك يسقط استدلالهم.
وحتى لو كان المراد من الكتاب ،هو القرآن ؛ فلا دليل لهم فى الآية؛ على أن القرآن يغنى عن السنة  ،لأن القرآن لم يفصل إلا قليلا . 
إن القرآن الكريم احتوى على الدلالات الكلية الدالة على أصول التشريع؛لكنه لم يفصل جميع الأحكام ،فى كل مجالات الحياة تفصيلا شاملا لكل ما يقع للناس فى الحياة، بذلك نستطيع القول بسقوط الاستدلال بالآية الأولى.

أما خطأ الاستدلال بالآية الثانية يرجع الى دلالة السياق  لما قبلها فالآية 50 من العنكبوت قبلها تقول [ وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ] فالقرآن هنا يحكي قول المشركين، الذين يتساءلون فيما بينهم ويقولون لو أن الله أنزل على محمد آيات من عنده، لقد كان حالهم أنهم  جردوا القرآن من دلالاته الاعجازية، واعتبروه كأن لم يكن واعتبروا محمدا صلى الله عليه وسلم مدعي رسالة بلا معجزات، فأنزل الله عز وجل قوله الحكيم : {أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم}. 
إنهم نقلوا الآية من مقامها وحرفوا معناها عامدين وبذلك يسقط استدلالهم بالآية الثانية أيضا. 

ثانيا: الاكتفاء بالقرآن الكريم فقط  أمر مستحيل:
1ـ القرآن لم يشمل على كل كبيرة وصغيرةمما يحتاج اليه المسلمون فى حياتهم  ؛فمن الجهل والغباء حصر مصدر التشريع فى القرآن وحده  ؛دون القرآن والسنة والقياس والستحسانوالاستصحابو سد الذرائع والمصالح المرسلة  وغير ذلك من الفروع المستمدة من الكتاب والسنة وذلك لملاحقة الوقائع والاحداث المستجدة. 

2ــ إن إستعمال القرآن وحده فقط يؤدى إلى تعطيل أركان الإسلام العملية، فليس في القرآن أحكام الصلاة، وليس في القرآن تفصيلات عن الزكاة، إلا الأمر بأدائها ،ومصارفها الثمانية ، وليس في القرآن تفصيلات عن الصيام إلا بعض من أحكامه ، مع بيان وجوبه على المكلفين ، وليس في القرآن تفصيلات عن الحج إلا بعض من أحكامه.  

إن أركان الصلاة، وواجباتها، وسننها، وشروطها، وعدد ركعات الفرض الواحد،وإفراد الركوع ،وتثنية السجود وكيفية كل منهما، والصلوات المفروضة والمسنونة والمندوبة؛  وكيفية القراءة فيها؛ والدخول فيها؛ والخروج منها  ،فكل هذا لا وجود له في القرآن ،وطريق معرفته السنة النبوية المشرفة. 

أما ما هي الأموال التي تجب فيها الزكاة، وشروط الزكاة ومقاديرها، وتفصيلاتها، لا وجود له فى القرآن، وطريقة معرفته السنة. 
وهذا يقال عن كل من الصيام والحج ، فكيف تكتفي الأمة بالقرآن فقط دون السنة والسنة مفاتيح فهم القرآن والعمل به؟ 

ونسأل الآن منكري السنة :
اين نجد صيغة الآذان في القرآن الكريم؟  وأين نجد زكاة عيد الفطر في القرآن الكريم؟ 
وأين نجد صيغة العقد الشرعي للزواج في القرآن الكريم؟ وأين نجد طريقة ذكاة الأنعام في القرآن الكريم لحل أكل لحمها؟ 
إن آلاف الأحكام فى العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق  لا وجود لتفصيلاتها في كتاب الله وإن دل عليها جملة  فكيف يمكن بعد ذلك الاستغناء بالكتاب عن السنة ؟ إنه أمر مستحيل.

2 التعليقات:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ذكرتني بالقرآنيين هداهم الله إلى الحق، آمنوا بالكتاب وكفروا بالسنة، وهذا منهم عجب!! كيف يستقيم هذا في عقل عاقل؟؟
يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض !!

يقول ابن عثيمين رحمه الله عن طلب العلم:
اطلبوا العلم لتدافعوا به عن الشريعة؛ إن شريعة الله تعالى مستهدفة من أعداء الله الذين يصرِّحون بالعداوة كاليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم الذين يورِدُون على المسلمين شُبَهًا من أجل أن يضلّوهم عن دينهم وكذلك هي مغزوّة من مسلمين ولكنّهم في الحقيقة أعداء للإسلام من أهل البدع على جميع أنواع البدع لكنْ مُقِلٌّ ومستكثر، فلا بُدَّ أن يتعلم الإنسان شريعة الله ليدافع عنها؛ فإن الدفاع عن الشريعة إنما يكون برجال الشريعة.

اطلبوا العلْم لتدعوا به إلى الله عزَّ وجل؛ فإن الدعوة إلى الله لا تتم بدون العلم، وكم من إنسان نَصَبَ نفسه داعيًا إلى الله ولا علم عنده فلا تكمل دعوته ولا تتم وربما تكلَّم عن جهل فأفسد أكثر مِمّا يُصلح، قال الله - عزَّ وجل - لنبيّه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108] .

أيها الناس، إن طلب العلم من أفضل الأعمال لِمَا فيه من هذه المطالب العالية ولاسيما في وقتنا هذا الذي كثر فيه طلب الدنيا والتكالب عليها وكثر فيه القُرّاء العارفون دون الفقهاء العاملون .

وفقك الله لما يحب ويرضى والسلام عليكم.

إرسال تعليق

مرحبا بآرائكم وانتقاداتكم البناءة

إعلانات دعوية

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More