الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

فيديو الحياة الطيبة أفضل فيديو على الإطلاق - مترجم

   الحمد لله حمدا كثيرا والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فإن الحياة التي يسعى إليها المؤمن هي الحياة الطيبة، هي حياة في طاعة الله وطاعة رسوله الكريم، هي لحظات ملؤها التفكر في الله وفي خلقه، وتعبد لله وبعد عن نواهيه، هي لحظات تسمو فيها النفس الإنسانية عن شهوات الدنيا إلى آفاق أوسع وأرحب، هي لحظات يجسد فيها الإنسان عبوديته لرب العالمين جسدا وروحا، هذه هي الحياة الطيبة إخوتي الكرام.



    قال ابن القيم رحمه الله ( كما في مدارج السالكين ) : في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته، وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا ) .

ولست أرى السعادة جمع المال ‍* * * ولكـن التـقي هـو السـعيد 
وتقـــــوى الله خير الـزاد ذخـرًا * * *  وعنـد الله للأتقــى مزيـد 


   هذا الشريط المرفق هو محاضرة للشيخ محمد المختار الشنقيطي رحمة الله عليه عن الحياة الطيبة، وقد قيل عنه إنه أفضل فيديو على الإطلاق، وهو مجود بموقع قناة رسول الله على اليوتوب، أرجو أن تستمعوا إليه بالقلوب قبل الآذان، وبالأفئدة قبل الأسماع، وأرجو أن يكون شاهدا لنا لا علينا بحبنا لله ولرسوله صلوات ربي وسلامه عليه، وأسأله سبحانه أن يجعلنا من الذين قال فيهم: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }  [النحل:97]




يقول الشيخ محمد المختار الشنقيطي رحمه الله:

الحياة إما للإنسان وإما عليه .. تمر ساعاتها ولحظاتها.. وأيامهاو أعوامها..   تمر على الانسان .. فتقوده إلى  المحبة والرضوا ن  حتى يكون من أهل الفوز والجنان ..أو تمر عليه فتقوده إلى النيران.. وإلى غضب الواحد الديان.. الحياة... إما أن تضحكك ساعة لتبكيك دهرا.. وإما أن تبكيك ساعة لتضحكك دهرا.. الحياة إما نعمة للإنسان أو نقمة عليه.. هذه الحياة التي عاشها الأولون.. وعاشها الآباء والأجداد.. وعاشها السابقون فصاروا إلى الله عز وجل بما كانوا يفعلون.. الحياة معناها كل  لحظة تعيشها وكل  ساعة تقضيها.. ونحن في هذه اللحظة نعيش حياة إما لنا وإما علينا..

فالرجل الموفق السعيد من نظر في هذه الحياة وعرف حقها وقدرها.. فهي والله حياة طالما أبكت أناسا.. فما جفت دموعهم.. وطالما أضحكت أناسا.. فما ردت عليهم ضحكاتهم ولا سرورهم.. الحياة أحبتي في الله.. جعلها الله ابتلاء واختبارا.. وامتحانا تظهر فيه حقائق العباد.. ففائز برحمة الله سعيد .. ومحروم من رضوان الله شقي طريد.. كل ساعة تعيشها.. إما يكون الله راض عنك في هذه الساعة التي عشتها.. وإما والعكس والعياذ بالله.. فإما أن تقربك من الله وإما أن تبعدك من الله.. وقد تعيش لحظة واحدة من لحظات حب الله وطاعة الله.. تغفر بها سيئات الحياة.. وتغفر بها ذنوب العمر.. وقد تعيش لحظة واحدة تتنكب فيها عن صراط الله.. وتبتعد فيها عن طاعة الله.. فتكون سببا في شقاء الإنسان حياته كلها.. نسأل الله السلامة والعافية.. فهذه الحياة فيها داعيان. داع إلى رحمة الله.. وداع إلى رضوان الله.. وداع إلى محبة الله.. وأما الداعي الثاني فهو داع إلى ضد ذلك.. شهوة أمارة بالسوء.. أو نزوة داعية إلى خاتمة السوء.. والإنسان قد يعيش لحظة من حياته.. يبكي فيها بكاء الندم على التفريط في جنب ربه.. يبدل الله بذلك البكاء سيئاته حسنات.. وكم من أناس أذنبوا.. وكم من أناس أساؤوا  .. وكم من أناس ابتعدوا وطالما اغتربوا عن ربهم.. فكانوا بعيدين عن رحمة الله.. غريبين عن رضوان الله .. وجاءتهم تلك الساعة واللحظة.. وهي التي نعنيها بالحياة الطيبة.. لكي تراق منهم دمعة الندم.. ولكي يلتهب في القلب داعي الألم.. فيحس الإنسان أنه قد طالت عن الله غربته.. وقد طالت عن الله غيبته لكي يقول : إني تائب إلى الله منيب إلى رحمته ورضوانه.. وهذه الساعة هي الساعة التي هي مفتاح السعادة للإنسان.. ساعة الندم.. وكما يقول العلماء: إن  الإنسان قد يذنب ذنوبا كثيرة .. ولكن إذا صدق ندمه.. وصدقت توبته.. بدل الله سيئاته حسنات.. فأصبحت حياته طيبة بطيب ذلك الندم.. وبصدق ما يجده في نفسه من الشجا والألم.. ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم .. أن يحيي في قلوبنا هذا الداعي إلى رحمته.. وهذا الألم الذي نحسه من التفريط في جنبه..



أحبتي في الله.. كل واحد منا نريده أن يسأل سؤالا.. أن يسأل نفسه عن الليل والنهار.. كم يسهر من الليالي.. وكم يقضي من الساعات.. كم ضحك في هذه الحياة.. وهل هذه الضحكة ترضي الله عز وجل عنه.. وكم تمتع في هذه الحياة.. وهل هذه المتعة ترضي الله عز وجل عنه.. وكم سهر وهل هذا السهر يرضي الله عنه.. وكم وكم .. سؤال يسأل فيه نفسه.. وقد يبادر الإنسان لماذا أسأل هذا السؤال .. نعم تسأل  هذا السؤال.. لأنه ما من طرفة عين.. ولا لحظة تعيشها إلا وأنت تتقلب في نعمة الله.. فمن الحياء مع الله والخجل مع الله أن يستشعر الإنسان عظيم نعمة الله عليه.. من الحياء والخجل أن نحس أننا نطعم  طعام الله.. وأننا نستقي من شراب  خلقه الله .. وأننا  نستظل بسقفه.. وأننا نمشي على فراشه.. وأننا نتقلب في رحمته.. فما الذي  نقدمه في جنبه.. يسأل الإنسان نفسه.. يقول الأطباء: إن في قلب الإنسان مادة لو زادت واحدا في المائة أو نقصت واحدا في المائة مات في لحظته.. فأي لطف وأي رحمة وأي عطف وأي حنان  من الله يتقلب فيه الإنسان.. يسأل الإنسان نفسه عن رحمة الله فقط.. إذا أصبح الإنسان وسمعه معه.. وبصره معه وقوته معه.. فمن الذي حفظ له سمعه.. ومن الذي حفظ له بصره.. ومن الذي حفظ له عقله.. ومن الذي حفظ له روحه.. يسأل  نفسه.. من الذي حفظ هذه الأشياء.. من الذي يمتع بالصحة والعافية.. الناس المرضى على الأسرة البيضاء يتأوهون ويتألمون.. والله يتحبب إلينا بهذه النعم .. يتحبب إلينا بالصحة بالعافية بالأمن بالسلامة.. كل ذلك فقط لكي نعيش هذه الحياة الطيبة.. فالله تعالى يريد من عبده أمرين.. الأمر الأول فعل فرائضه.. والأمر الثاني ترك نواهيه وتواتره.. فمن قال إن القرب من الله عز وجل فيه الحياة الأليمة  أو فيه الضيق فقد أخطأ الظن بالله.. والله إذا ما طابت الحياة بالقرب من الله فلن تطيب  بشيء سواه.. وإذا ما طابت بفعل فرائض الله وترك محارم الله.. فوالله لن تطيب بشيء سواه.. ويجرب الإنسان متع الحياة كلها.. فإنه واله لم يجد أطيب من متعة العبودية لله بفعل فرائض الله وترك محارم الله.. أنت مأمور بأمرين: إما أن يأتيك الأمر افعل أو لا تفعل، إذا جئت تفعل أي شيء في هذه الحياة فاسأل نفسك هل الله عز وجل أذن لك بفعل هذا الشيء أو لم يأذن لك.. أي شيء تفعل .. فالأجساد ملك لله .. والقلوب ملك لله.. والأرواح ملك لله.. فينبغي للإنسان إذا أراد أن يتقدم أو يتأخر  يسأل نفسه.. هل الله راض عنه إذا تقدم فليتقدم .. أو الله غير راض عنه فليتأخر.. فوالله ما تأخر إنسان  ولا تقدم وهو يرجو رحمة الله إلا أشهده الله.. ولذلك السعادة الحقيقية والحياة الطيبة تكون بالقرب من الله.. القرب ممن من ملك الملوك.. وجبار السماوات والأرض.. الأمر أمره والخلق خلقه والتدبير تدبيره.. ولذلك تجد  الإنسان دائما في قلق وفي تعب.. تجد الشخص يتمتع بكل الشهوات.. ولكن والله تجد  ألذ الناس في الشهوات أكثرهم آلاما نفسية.. وأكثرهم قلقا نفسيا.. وأكثرهم ضجرا بالحياة.. واذهب وابحث عن أغنى الناس تجده أتعسب الناس في الحياة.. لماذا لأن الله جعل راحة الأرواح في القرب منه.. وجعل لذة الحياة في القرب منه.. وجعل أنس الحياة في الأنس به سبحانه.. والصلاة الواحدة يفعلها الإنسان من  فرائض الله بمجرد ما ينتهي من  ركوعه وسجوده وعبوديته  إلى ربه.. بمجرد ما يخرج من مسجده.. يحس براحة نفسية والله لو بذل لها أموال الدنيا ما استطاع إليها سبيلا.. الحياة الطيبة في القرب من الله.. الحياة الهنيئة في القرب من الله.. إذا كان ما طابت الحياة بالقرب من الله فبمن تطيب؟؟

تحميل الملف الصوتي للمحاضرة كاملة:



الحياة الطيبة الجزء الأول - الشيخ محمد مختار الشنقيطي
http://www.4shared.com/get/U96mANsO/____-____.html

الحياة الطيبة الجزء الثاني - الشيخ محمد مختار الشنقيطي
http://www.4shared.com/get/XhOQPckC/___-____.html


لا تنسوني من صالح دعائكم

أختكم سحر فاروق


إعلانات دعوية

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More