الأحد، 29 يناير 2012

الرد على الشبهات المثارة حول السنة النبوية الشريفة ـ 4 ـ تناول السنة الأمور الغيبية





يقول منكرو السنة : وجود أحاديث في البخاري ومسلم تناولت الأمور الغيبية، كأحاديث وصف الجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، وما حدث به النبي عن أمور في حياته ستحدث بعده، في الحياة الدنيا، وهذا يتعارض مع أن علم الغيب لا يعلمه إلا الله؛ وهذا دليل على أن السنة المروية في الكتب الآن موضوعة، ولا يصح نسبتها للرسول؛ وإن استوفت شروط صحتها، وتواطأ عليها العلماء!!!

الرد على هذه الشبهة :
إن رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن أول رسول، يكشف الله له بعض الغيوب، فحدث ذلك مع نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ عدة مرات : منها أن الله أطلع يوسف عليه السلام، وهو غلام، حين ألقاه أخوته في الجب ليتخلصوا منه، يقول تعالى : { فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه فى غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون } (يوسف1: 15)   ثم دار الفلك دورته، وجاءت لحظة الإنباء، فقال لهم يوسف عليه السلام: { قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون } (يوسف: 89). ثم من الله على يوسف مرة أخرى إذا أطلعه على غيب زماني قبل أن يقع بعشرات السنين عندما أنبأه عن طريق الرؤيا الصادقة { إذ قال يوسف لأبيه إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين } (يوسف: 4) .  ومرت السنين وصدق الله رسوله يوسف  هذة الرؤيا عندما رأى أخوته وأباه وأمه بمصر،  وفي هذا يقول الحق سبحانه وتعالى : { ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رءياى من قبل قد جعلها ربي حقا } (يوسف: 100).
ونجد أيضا أن الله تعالى كشف الغيب المكاني ليعقوب ـ عليه السلام ـ فنقل إليه رائحة ولده يوسف، وحكى القرآن الكريم هذه المعجزة على لسان يعقوب نفسه : { ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون } (يوسف: 94) .
ونجد أن معجزة الكشف الغيبي امتدت لتشمل أم موسى  وقد قال عز وجل: { وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } (القصص: 7). فقد أخبرها المولى بأنه سيرده  إليها، ويجعله رسولا،  وهذا يعتبر غيبا زمانيا. ووقع هذا الغيب بشقيه: الرد، والرسالة، فقال تعالى : { فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن }. (القصص: 13) . أما الرسالة فقال تعالى : { ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين } (القصص: 14)0
وقد كشف الله عز وجل الغيب لرسوله عيسى بن مريم عليه السلام وتحدث بذلك عيسى عليه السلام باعتباره آية من آيات الرسالة، التي كرمه الله بها إلى بني إسرائيل : { وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين } (آل عمران: 49).

نلخص من هذا كله، أن الله تعالى كشف الغيب ليعقوب، ويوسف، وعيسى، وأم موسى، فهل بعد ذلك أحد يستكثر أن يكشف الله  بعض الغيب الزماني والمكاني لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ؟!

إن الرسل لا يملكون الاطلاع على الغيب بذواتهم، وإنما يمن عليهم علام الغيوب بما يشاء هو سبحانه لا بما يشاءون هم. أعلن الله فى كتابه أنه وحده هو عالم الغيب، وفي الوقت نفسه أعلن أنه يطلع من يشاء من رسله على أشياء من الغيب  بمقتضى إرادته وحكمته. يقول الله تعالى: { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا } (الجن: 26-28). 

ثانيا : الأحاديث التى تناولت الغيب:
1 ـ تكوين الأجنة في الأرحام :

لقد تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مراحل تكوين الجنين، في رحم أمه، وحدد كل مرحلة تحديدا دقيقا ونص الحديث كما في البخارى ومسلم : " إن أحدكم يجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة، مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، وينفخ فيه الروح " .
الشاهد في هذا الحديث هو تحديد مدة كل مرحلة من المراحد الثلاث بأربعين يوما. بعدها يبعث الله الروح فيه، ثم جاء الطب الحديث والتقط صورا للأجنة، وهي في الرحم وتطابقت نتائج الأبحاث الطبية مع دلالات الحديث تماما.
فكان هذا الحديث معجزة نبوية خالدة، وموضوعة غيب مكاني وزماني معا. 
إن القرآن ذكر المراحل لكنه لم يذكر مدة كل مرحلة، فحددتها السنة بأربعين يوما، ولم يذكر القرآن لحظة بعث الروح، فبينت السنة أنه يكون على رأس المائة والعشرين يوما أي حاصل جمع ثلاث مراحل، أوليس هذا غيبا لم يمكن الاطلاع عليه يوم قال الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحديث الإعجازي؟!

2 ـ حديث علامات الساعة: 

وهو الحديث الذى رواه الإمام مسلم، ويخبر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلامات الساعة: يقول " أن تلد الأمة  ربتها، وأن ترى الحفاة العراة  العالة رعاء الشاء يتطاولون فى البنيان " وذهب بعض العلماء في تفسير ذلك بأنه : تسويد الأمور  إلى غير أهله، وتقلب أحوال المجتمعات، فالجاهل يحكم العالم، والوضيع يسود الشريف، وهكذا .. أما العبارة الثانية في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفسيرها الزحف الحضاري المادي، حتى يشمل البوادي والصحارى والمراعي والوديان، وهذا كله واقع مشاهد الآن، ولم يكن له وجود يوم أخبر به النبي المعصوم.
أفليس هذا دليلا قاطعا على صدق الأحاديث النبوية، التي تتحدث عن أمور الغيب، ثم وقعت بعد الإخبار بها بدهور كما كما وصفها النبي المعصوم؟!
إن الأحاديث النبوية الغيبية صادقة كل الصدق، وهي بذلك دالة على النبوة وصدقها، وهي بذلك دليل الإعجاز، لا الإنكار والجحود.









الجمعة، 27 يناير 2012

أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم: أدعية الظواهر الكونية





  • ما يقال عند رؤية الهلال :
عن أبي طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال : " الله أكبر ، اللهم أهله علينا باليمن ، والسلامة ، والإسلام ، والتوفيق لما تحب وترضى ، ربي وربك الله " رواه الترمذي.
وفي رواية أخرى:  " هلال خير ورشد " . ثم يقول ثلاثا : " اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر ، وأعوذ بك من شره " . رواه الدارمي والطبراني والترمذي.


  • ما يقال عند سماع الرعد والصواعق :
"اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك " رواه الترمذي والحاكم .


  • ما يقال عند المطر : 
" اللهم صيبا نافعا "، مرتين أو ثلاثة، رواه ابن أبي شيبة من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها.
فإذا كثر المطر أو خاف ضرره قال : " اللهم حوالينا و لا علينا، اللهم على الآكام، والآجام، والظراب، والأودية، ومنابت الشجر" . رواه البخاري من حديث أنس.

الرد على الشبهات المثارة حول السنة النبوية الشريفة: رواة السنة بشر غير معصومين 3/3



يقول منكرى السنة المعاصرين :  إن رواة السنة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يخطئون ويصيبون، فهم إذن غير معصومين ،فكيف  نؤمن بصحة ، وصدق  مارووه لنا من مئات الآلاف من الحديث المنسوب إلى رسول الله؟!

في الرد على هذة الشبهة نقول :


1. رواية الحديث عن طريق البشر ليست بدعا من السلوك ولا سبة تقدح في سلامة السنة من التحريف في ألفاظها ومعانيها .

2. وجود علم الجرح والتعديل، وهذا العلم وقفه علماء الحديث على معرفة أحوال الرواه من التابعين وتابعيهم ، وصنفوا الرواة أصنافا مختلفة ووضعوا لقبول الرواية شروط محكمة . والتعديل يعنى :  وصف الراوى بالعدالة ، إذا توافرت فيه شروطها ، والتجريح يعنى : معرفة الرواه غير العدول الذين لا تقبل رواية الحديث عنهم .
 فالحديث الذي يقبل من حيث الرواية ، ينبغي أن يكون الراوي له ضابطا وثقة ، وهو المسلم البالغ العاقل ، السالم من أسباب الفسق ، والمتيقظ ، وأن يكون حافظا إذا حدث من حفظه ، فاهما إذا حدث على المعنى ، فى الرواية الشفهية [برجاء الرجوع إلى الباعث الحثيث ] لابن كثير. أما رواية ما خالف الأوصاف والشروط ، فلا تقبل ، وكذلك لا تقبل رواية أصحاب الأهواء  إننا نجد أن هذة الضوابط وضعت لدفع احتمال الخطأ أو الكذب في رواية الحديث وحتى نطمئن على أن ما روى  صح صدوره عن النبي صلى الله عليه وسلم.

3. إن مكذبى الرسل، ومنكرى السنة، اعتمدوا فى تكذيب الرسل، وتكذيب السنة على علة واحدة وهي بشرية الرسل والرواة،  ويقول المولى عز وجل هذا الموقف فى أكثر من سورة فى القرآن الكريم  : "إن هذا إلا قول البشر" .المدثر 25 وفى موضع آخر : " لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون " . ونجد أيضا موضعا آخر في سورة يس : " فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون . قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون " .هذا هو التقليد الذى سار عليه منكرو السنة وهو علة البشرية  إننا لا نرى فرقا بين مكذبي الرسل ومنكري السنة المطهرة .


الخميس، 26 يناير 2012

الدعاء في السفر


عن سالم أن عمر ـ رضي الله عنهما ـ  كان يقول للرجل ، إذا أراد سفرا: ادن مني  أودعك  كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم   يودعنا ، فيقول : " أستودع الله دينك  وأمانتك ، وخواتيم  عملك " رواه الترمذي .
يعنى : أستحفظ الله  دينك  وأجعله  وديعة عنده ، وكذلك اجعل أمانتك وخواتيم عملك  وديعة عنده ؛ والله لا تضيع عنده الودائع ، فما أعظمه من دعاء .

الدعاء :لمن أراد سفرا 
عن أنس بن مالك  ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم  فقال : يا رسول الله ، إنى أريد سفرا  فزودني ، قال :" زودك الله التقوى " ، قال  زدني ، قال : "وغفر ذنبك " ، قال : زدني بأبي أنت وأمي ، قال : " ويسر لك الخير حيثما كنت " .رواه الترمذي.

وعن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا قال : يارسول الله ، إنى أريد أن أسافر فأوصني؛ قال : "عليك بتقوى الله ، والتكبير على كل شرف ـ أي المكان المرتفع ـ فلما أن ولى الرجل قال : " اللهم اطو له الأرض وهون عليه السفر " . رواه الترمذي.
وطي الأرض لبعض العباد حقيقة  ولله فى خلقه شؤون ، فقد طوى الله الأرض  لخالد بن الوليد ، عندما كان ذاهبا بجنده من العراق إلى الشام  في خمس المدة التى يقطعها  المسافر وذلك ثابت فى كتب التواريخ والسير، سبحانه القادر على كل شيء  وكل شيء في قبضته .

دعاء بدء السفر ، والعودة منه ، ودعاء ركوب السيارة  :
 عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صل الله عليه وسلم  كان إذا سافر فركب راحلته ، كبر " ثلاثا " ويقول : " سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون " .
ثم يقول : " اللهم إني أسألك في سفرى هذا من  البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا المسير واطو عنا بعد الأرض ،اللهم أنت الصاحب  في السفر، والخليفة في الأهل ، اللهم  أصحبنا في سفرنا ، وأخلفنا في أهلنا  " .
وكان صلى الله عليه وسلم يقول إذا رجع  إلى أهله :" آيبون إن شاء الله تائبون عابدون لربنا حامدون " رواه الترمذي .





الأحد، 15 يناير 2012

الرد على الشبهات المثارة حول السنة النبوية المطهرة: الشبهة الموجهة للإمام أبي حنيفة أنه كان يقدم الرأي على النص أي السنة



 1 ـ وللرد على ذلك، أولا : نقول : نبذة  هامة عن الإمام أبى حنيفة  توضح تاريخ الخلاف والخصومات  مع حكام  دولتين متتاليتين:
هو أول الأئمة الأربعة الكبار ، أصحاب المذاهب الفقهية ورائد الفقه الإسلامى المذهبى ، ولد بالكوفة  عام [80 ه] وتوفى ببغداد عام [150ه]
ورفض الإمام أبو حنيفة منصب القضاء وكان ينتقد في مجلسه الحكام والأحكام التي تصدر بها شيء من الخطأ وذلك إعمالا بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لذا كانت له أعداء وخصومات كثيرة، منها أن الأمويين ضيقوا عليه الخناق، ففر من دمشق إلى مكة المكرمة، ثم عاد إلى بغداد  لما آل الأمر إلى بني العباس، ولكن تمسكه بالحق والإنتصار له، أنشأ بينه و بين أمراء الدولة العباسية خصومات جديدة، إلى درجة أن  منعوه من  الفتوى ودروس العلم  و أدخلوه   السجن فى آخر حياته .
إن خصوم  أبي حنيفة في الدولة الأموية والعباسية من السياسين والقضاة لم يجدوا أفضل من أن يفتروا عليه بإعراضه عن السنة وإحلال الرأى محلها .

 2 ـ ثانيا: دفاع الإمام أبي حنيفة عن نفسه:  
لقد دافع الخليفة عن نفسه ورد على إدعاءات خصومه القدماء  ، قائلا : " كذب والله وافترى علينا من يقول : إننا نقدم القياس  ـ يعنى الرأى ـ على النص ـ يعنى الحديث ـ وهل يحتاج بعد النص إلى قياس ".؟
إخوة الإيمان [ينظر الميزان للشعرانى : ص 51 ]
وقال الإمام أبو حنيفة  : نحن لا نقيس إلا عند الضرورة الشديدة ،وذلك أننا ننظر فى دليل المسألة من الكتاب والسنة أو أقضية الصحابة فإن لم نجد دليلا قسنا حينئذ مسكوتا عنه على منطوق به  [المصدر السابق]
إخوة الإيمان : هذا كلام إمام يقدر السنة حق قدرها ، ويجعلها تالية للقرآن الكريم فى الإستدلال . 

3ـ إن الإمام أبى حنيفة لم يختلف عن بقية الأئمة الكبار ، أصحاب المذاهب الفقهية المعروفة، فأصول مذهبه ، هى أصول مذاهبهم المتفق عليها بينهم ، وهى على الترتيب : الكتاب ـ السنة ـ القياس ـ الإجماع ـ . فعلام الإساءة إلى هذا الإمام العظيم  ؟

4 ـ لقد فات منكرو السنة أن أحاديث رسول الله ـ ص ـ لم تكن قد جمعت جمعا موسعا ، مدروسا ، فى حياة أبى حنيفة ، فكان رضى الله عنه  إن أعرض عن شىء من الأحاديث فلربما لم يصل إلية من الأساس، أو لأنه كان يريد التأكد من صحته، لا أنه يرفض السنة، رفضا مطلقا . 

5 ـ إن لأبى حنيفة مسندا فى الحديث النبوى ، جمع فيه أكثر من 500 حديث ، وهو مطبوع ومتداول  ؛ فكيف يكون بهذا الصنيع يتجنب السنة أو لا يأخذ منها ؟!


أدعية الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ


الدعاء أثناء الوضوء :
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو أثناء وضوئه، بدعاء رواه عنه أبو موسى الأشعرى ـ رضي الله عنه ـ  قال: أتيت رسول الله وهو يتوضأ ، فسمعته يقول : " اللهم أغفر ليذنبي، ووسع لي في داري ، وبارك لي في رزقي " ذكره النووى وابن السني.

الدعاء بعد الفراغ من الوضوء : 
هو سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عظيم الفائدة:
1 ـ عن أبى سعيد الخضرى أن النبى ـ ص ـ قال : " من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله  الإ أنت  أستغفرك وأتوب إليك ، كتب في رق ثم طبع بطابع  فلا يكسر إلى يوم القيامة "
أخرجه ابن السنى والطبرانى.

2 ـ روى مسلم فى صحيحه،عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: كانت علينا رعاية الإبل، فجاءت نوبتي فروحتها بعشي، فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يحدث الناش ؛ فأدركت من قوله : "ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ، ثم يقوم فيصلى ركعتين ،مقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلاوجبت له الجنة ".
قال : فقلت : ما أجود هذه  فإذا قائل بين يدي يقول: التى قبلها أجود، فنظرت فإذا عمر قال: إني قد رأيتك جئت أنفا ـ أي قريبا ـ قال : ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أي فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله ، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل أيها شاء .

3 ـ وزاد الترمذي في روايته قوله : " رب اجعلنى من التوابين ، واجعلنى من  المتطهرين ".



أدعية الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ

الدعاء



الدعاء تعبير صادق عن العبودية الخالصة لله.
والدعاء من أفضل الوسائل، التى يضرع بها العبد الى  ربه؛ لقضاء حوائجه، وتحقيق مطالبه ، الدينية ، والدنيوية .
[يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد إن يشأيذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز] فاطر15ـ 17
وبالدعاء  يستجلب العبد رحمة ربه  ،ورضاه ، فإذا قال العبد: يارب  قال له الرب ـ جل شأنه  ـ : لبيك يا عبدي ، بشرط أن يكون العبد ، مؤمنا به ، مخلصا له ، صادقا معه  فى توكله عليه وثقته بفضله.
ودعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من معين القرآن نبع ، فكان لزاما على كل مسلم أن يدعو بما في القرآن والسنة معا، لعموم قول الله تعالى [وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ] الحشر 7

هل الدعاء يدفع القدر ؟ 
يسأل بعض الناس ،عن فائدة الدعاء، إذا كان القدر مكتوبا ، ولا راد لقضاء الله ، ولا معقب لحكمه .
لقد أجاب العلماء عن هذا السؤال فقالوا :  إن الدعاء من القدر ، فلا يقال إنه يرد القدر  ، بل هو السبب الذى جرى به القدر ن فإذا أراد الله إجراء ما قدره على عبده وفقه لاتخاذ أسبابه .
الدعاء سبب من أسباب الإجابة، ووسيلة من وسائلها .


أحب أوقات الدعاء: 
 الثلث الأخير من الليل .
عقب الصلوات المكتوبة. 
الوقت الذى بين الأذان والإقامة.
عند اشتداد القتال فى سبيل الله .
عند الرخاء . 
 عند الإفطار.
 فى السفر . 
الدعاء للمسلم بظهر الغيب. 
يوم الجمعة . 
10ـ يوم عرفة . 
11ـ شهر رمضان كله ولاسيما ليلة القدر .




الرد على الشبهات المثارة حول السنة النبوية الشريفة 1ــ شبهة الاكتفاء بالقرآن عن السنة

                                                             

1ــ شبهة الاكتفاء بالقرآن عن السنة:

ظهر فى الآونة الأخيرة مجموعات متناثرة  فى كل مكان تنادى ،  بالأخذ بالقرآن ،  وترك السنة ، وحجتهم فى ذلك ،أن القرآن  وحده  يكفى المسلمين فى كل شئونهم ، سواء الدينية ام الدنيوية ، ويأخذون الأية الكريمة [ما فرطنا فى الكتاب من شيء] الأنعام 38   والأية الأخرى [ أولم يكفهم أنا أنزلنا  عليك الكتاب  يتلى عليهم ] العنكبوت 51 ، دليلا لهم.


 تفنيد هذه الشبهة ونقضها:       

أولا: الاستدلال بالآية الأولى خطأ
لأن المراد من الكتاب هنا هو اللوح المحفوظ ،أي الكتاب الذى احصى الله فيه ما كان، وما هو كائن ،وما سيكون أبد الآبدين وقد ذهب كل العلماء في أن الكتاب هو اللوح  بذلك يسقط استدلالهم.
وحتى لو كان المراد من الكتاب ،هو القرآن ؛ فلا دليل لهم فى الآية؛ على أن القرآن يغنى عن السنة  ،لأن القرآن لم يفصل إلا قليلا . 
إن القرآن الكريم احتوى على الدلالات الكلية الدالة على أصول التشريع؛لكنه لم يفصل جميع الأحكام ،فى كل مجالات الحياة تفصيلا شاملا لكل ما يقع للناس فى الحياة، بذلك نستطيع القول بسقوط الاستدلال بالآية الأولى.

أما خطأ الاستدلال بالآية الثانية يرجع الى دلالة السياق  لما قبلها فالآية 50 من العنكبوت قبلها تقول [ وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ] فالقرآن هنا يحكي قول المشركين، الذين يتساءلون فيما بينهم ويقولون لو أن الله أنزل على محمد آيات من عنده، لقد كان حالهم أنهم  جردوا القرآن من دلالاته الاعجازية، واعتبروه كأن لم يكن واعتبروا محمدا صلى الله عليه وسلم مدعي رسالة بلا معجزات، فأنزل الله عز وجل قوله الحكيم : {أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم}. 
إنهم نقلوا الآية من مقامها وحرفوا معناها عامدين وبذلك يسقط استدلالهم بالآية الثانية أيضا. 

ثانيا: الاكتفاء بالقرآن الكريم فقط  أمر مستحيل:
1ـ القرآن لم يشمل على كل كبيرة وصغيرةمما يحتاج اليه المسلمون فى حياتهم  ؛فمن الجهل والغباء حصر مصدر التشريع فى القرآن وحده  ؛دون القرآن والسنة والقياس والستحسانوالاستصحابو سد الذرائع والمصالح المرسلة  وغير ذلك من الفروع المستمدة من الكتاب والسنة وذلك لملاحقة الوقائع والاحداث المستجدة. 

2ــ إن إستعمال القرآن وحده فقط يؤدى إلى تعطيل أركان الإسلام العملية، فليس في القرآن أحكام الصلاة، وليس في القرآن تفصيلات عن الزكاة، إلا الأمر بأدائها ،ومصارفها الثمانية ، وليس في القرآن تفصيلات عن الصيام إلا بعض من أحكامه ، مع بيان وجوبه على المكلفين ، وليس في القرآن تفصيلات عن الحج إلا بعض من أحكامه.  

إن أركان الصلاة، وواجباتها، وسننها، وشروطها، وعدد ركعات الفرض الواحد،وإفراد الركوع ،وتثنية السجود وكيفية كل منهما، والصلوات المفروضة والمسنونة والمندوبة؛  وكيفية القراءة فيها؛ والدخول فيها؛ والخروج منها  ،فكل هذا لا وجود له في القرآن ،وطريق معرفته السنة النبوية المشرفة. 

أما ما هي الأموال التي تجب فيها الزكاة، وشروط الزكاة ومقاديرها، وتفصيلاتها، لا وجود له فى القرآن، وطريقة معرفته السنة. 
وهذا يقال عن كل من الصيام والحج ، فكيف تكتفي الأمة بالقرآن فقط دون السنة والسنة مفاتيح فهم القرآن والعمل به؟ 

ونسأل الآن منكري السنة :
اين نجد صيغة الآذان في القرآن الكريم؟  وأين نجد زكاة عيد الفطر في القرآن الكريم؟ 
وأين نجد صيغة العقد الشرعي للزواج في القرآن الكريم؟ وأين نجد طريقة ذكاة الأنعام في القرآن الكريم لحل أكل لحمها؟ 
إن آلاف الأحكام فى العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق  لا وجود لتفصيلاتها في كتاب الله وإن دل عليها جملة  فكيف يمكن بعد ذلك الاستغناء بالكتاب عن السنة ؟ إنه أمر مستحيل.

إعلانات دعوية

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More